الخميس، 3 مايو 2012

صح النوم أنت عربي !

أعتقد أن أغلبنا ، أن لم يكن كلنا فرحين بلقب "المواطن العربي" وذلك اعتماداً على سمعة القبائل العربية الأصيلة المنقرضة ،والتي نتغنى بها ليومنا هذا وكلما ""دق الكوز بالجره " !!!
ومن باب الاجتهاد وبالأحرى "بالعربي الفصيح"   .....بحثت كثيراً في القواميس ومفردات اللغة العربية وحتى عند الباعة المتجولين عن تعريف يشفي "الغليل" لهذه العبارة ......"المواطن العربي" ، وعدت خائبا كمن يبحث عن إبرة في كومة قش في يوم ماطر كثرت فيه الزوابع كما يقولون !!!
كل ما استطعت الوصول له ومع اعتذاري المسبق لجميع قراء مقالي هذا، أن العربي وبإيجاز شديدة كائن يندرج تحت بند.... "قيمة لا تذكر"!!
وقد يقول البعض أني إنسان محبط أو مسه الجنون "وأنا الذي أدعي إني العربي الفصيح" أو أني حاقداً أو ناقماً من وضع بعينه، وفي الحقيقة نعم أنا كل هذا ما عدا طبعاً صفة الجنون !!... الا أنني ومن فترة ليست بوجيزة أفتش عن مزايا الإنسان العربي الحالية مقارنة بما كان ، فأجد الغالبية تعاني من بلادة دائمة ، ليس فقط في الحقل الاقتصادي أو التجاري أو الإبداعي فقط ، بل وأيضا وصل الأمر للمشاعر الإنسانية !!
لقد أصبح المواطن العربي إنسان يجد في القهر متعة لا تعادلها متعة بحيث أصبح من السهل أن نطلق عليه صفة النحاسة "من جسمه نحس" ....
فلقد أعتاد صغيراً على عدم الفهم أو إرهاق تلافيف عقله بالتفاصيل وحين كبر أعجبته فكرة العيش بأجواء متقلبة مثل الجو "الديمقدكتاتورمانسي " وهذا المناخ تنمو فيه فئة الطحالب والمتسلقين !!!
واذا كان المواطن العربي قد كساه جلد التمساح فلم يعد يكترث أو يحس بما يدور حوله وبواعظ من عقله الباطن والظاهر مجتمعين.... فهل هناك رجاء منه اذا أدخلنا برأسه مفاهيم جديدة عن الكرامة ؟!
ففي غفلة من الزمن منحه الحاكم حق وهمي بالانتخاب والترشيح  فراح ينتخب جلاديه وهو مبتسماً لان مرشحه قام  بزيارته في الأحلام ووعده بحياة لا جوع أو عطش أو برد فيها، وأنه سيصبح بإمكانه عام 2050 م  أن يسير  بمنتصف الشارع بعد أن كان يختبئ بجوار "الحيطة" خوفا من سياط الحكام العرب  !!!
وحتى لا تكون كل الصورة سوداوية كان يجب أن أتعمق بالذات العربية أكثر لعلني أجد انجاز واحد يحسب لهذا الإنسان ، وبحمد الله كانت النتيجة مبشرة ، فقد توصلت الى العديد من ابتكارات وإبداعات هذا المواطن فمنها انه أول من أكتشف أهمية الشاي وأنه يقي من الإصابة بالعديد من الأمراض وهذا ما قرأه في صحيفة أجنبية لم يكمل فيها باقي سطور المقال التي تذكر مخاطر عدد مرات شرب الشاي !!
ومن يومها فأنه يصحو وينام ويأكل وبيده كوب من الشاي وأعتقد بأنه لن يترك الشاي حتى تصله أوراق اعتماده كمقيم دائم في العالم الآخر !!!
وليس هذا فقط هو الاختراع أو الاكتشاف الوحيد للمواطن العربي بل أبدع أكثر في مجالات التجسس حيث كان السباق في اكتشاف نظرية " أن الحيطان لها ودان" ونظرية " أمشي عدل يحتار عدوك فيك" !!!
كما أنه ومن باب التطوير العلمي والاهتمام بكل ما هو جديد ابتكر نظرية "وانا مالي" !!!
وهو السباق أيضاً في اكتشاف نظرية "أنظر حولك !!" فأصبح من مؤيدي زيادة عدد السكان لضمان الغلبة ويصر كل خميس على إقامة حفل للترابط الأسري الذي ينتج عنها بعد تسعة شهور " العزوة المطلوبة" !!
دعوني ختاما الا أكمل لكم باقي الصفات لأنكم تعرفونها جيداً كما أعرفها ولكني سأكون منصفاً وأقول أن لدينا بعض الاستثناءات المشرفة!!
وحتى لا أترك المسألة معلقة والمسافة كبيرة "فأنا لست من هواة صب الزيت على النار" وجدت أنه من اللائق بتاريخنا ان يكون  الإنسان العربي واعياً للمقياس الفعلي لحضارته بعيداً عن الشعارات .... فعليه أن يشعر بقيمته وأهميته في بناء المجتمع وأن يعي أهمية الحرية والإبداع والكلمة وأن لا واجبات بلا حقوق والعكس صحيح.......   
وليقل وداعاً للشماعة المسماة "تاريخنا القديم" ، بل وليعمل بكل طاقته وليحفظ كرامته وحقوق المواطنة .... و ليقل أهلا بتاريخنا المعاصر والمشرق ، الذي هو امتداد لجذورنا القديمة والعتيدة !!!
                                      دمتم أيها العرب بعقولكم !!
 الاربعاء, 10 يونيو, 2009

0 التعليقات:

المتابعون

المشاركات الشائعة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.