الخميس، 3 مايو 2012

أعترافات الكاتب-الجزء الرابع : أنا وجدتي والشمس!


عندما كنت صغيراً ..."ومازلت أحلم أني كذلك" لم أكن على دراية كبيرة بأن الإنسان كان ليفيق قديما من نومه دون صوت من آلة تنبيه من صنعه مثل "المنبه المنزلي" أو من غير أن يوقظه أحدهم ، لكني حين كبرت فهمت لماذا كنت أفيق دون الاستعانة بأحد ...!!
كانت الشمس دليلي الأول على بزوغ نهار يوم جديد  كانت اليد الحنون والثغر الباسم ومنبع الهامي ،فعادة ما كانت ترسل أشعتها الرائعة من خلال شباكي الصغير وكلما ازدادت حدتها أحسست بفارق الوقت وتقدمه وكنت أغتاظ كثيراً حين لا أفيق من شدتها وأعلم أن هناك خطب جلل والسبب أن جدتي كانت تقوم بأقفال نافذتي ليلاً خشية على حفيدها من البرد أو نسيم البحر .....
كانت الشمس تسليتي الوحيد ورفيقة دربي فلم يكن بمنزلنا لعب كالتي أراها اليوم ....  
ولم أكن أعلم أن الشمس كرة من اللهب وأنها تسكن بعيداً عن غرفتي !!
ولم أكن اعرف قصة الهدهد وسيدنا سليمان وكيف أنه فتن له عن القوم الذين بسجدون للشمس ....
تعجبت كثيرا لأمر الشمس خصوصا عندما علمت أنها تغذي النباتات وأنها سبب انقلاب الصحراء الى واحة خضراء  ! ...لهذه الدرجة كانت ومازالت الشمس اذن محور الحياة وأننا جميعا ندور حولها وأنها أحيانا لسبب ما أو لأخر قد تطل بأشعتها على حارة غير حارتنا و في بلد غير بلدنا!!!
شعرت أن الله خص هذه الشمس بأهمية عظمي وكيف أنه ربط مواقيت بعض العبادات بأوقات بزوغها وغيابها !!
وقد روت لي جدتي كيف أن الشمس تستئزن ربها حين تطلع وحين تغيب .... وكيف أنها قد نصرت رسل الله ...و أن نبي الله "يوشع بن نون " كان ذاهبا إلى فلسطين ! ليقاتل الكافرين ... وعندما أقترب منديارهم كادت الشمس أن تغيب !!...فقال لها : اللهم إنها مأمورة وأنا مأمور!!! اللهم أحبسها لنا !!! ..فحبسها الله له و لمن معه فلم تغرب الا بعد النصر ! ...
وأن الشمس ردت للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق لما شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فردها الله عليه حتى صلى العصر !!
وبقت أفكاري بالشمس متزاحمة تارة حسبتها قرص ذهبي يمتلك قدرة هائلة على الإضاءة وتارة أخرى كنت أحسبها تشرق لي فقط !!!
                                                          رحم الله جدتي وطفولتي ...

 الثلاثاء, 09 يونيو, 2009

0 التعليقات:

المتابعون

المشاركات الشائعة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.