السبت، 28 أبريل 2012

سلام يا صاحبي !


نعلم وعلى مر العصور ان الفن الراقي وفي مقدمته الروائي أو السينمائي لابد وان يحمل فكراً ناضجً وان يكون له هدفً طموح ، ولتحقيق هذه القضية ، يعمل القائمين عليه بدور قوي وفعال لينقلوا فكرة المؤلف بحيث تصل للجمهور بشكل مبسط ، فبعض الروايات أو القصص قد تكون معقدة بحيث تحتاج لمستوى عالي من الثقافة والتعليم وقد يعجز عن فهمها عامة الناس …..
والفن والأدب الراقي بشكل عام له دور محوري في تاريخ الشعوب، فهو يبعث في الإنسان القوة والعزيمة ويشكل فيه إرادة التحدي، فكم من ثورات وحضارات قامت ونجحت واحتلت أعلى المراتب بفضل دعم ومساندة بعض الأعمال الأدبية التي تعرض على الشاشة الكبيرة أو مسارح هذا البلد أو ذاك !
وحين نبحث في تاريخ أي أمة نبحث ضمن ما نبحث عن روافد نهضتها، فعلى سبيل المثال نجد أن مصر المحروسة ، ورغم تمتعها بالثروات الطبيعية والبشرية ، الا انه من عوامل نهضتها الأساس أنها تعد طليعة الأمة العربية في مجال الإبداع الفني والسينمائي ….. 
فن وأدب تعلم منه العربي كيف تكون الديمقراطية ، وكيف يحارب الاستبداد والفساد ولا عجب ان رأينا كوكبة من الفنانين المصريين يتقدمون ثورتهم وربيعهم في 25 يناير من العام المنصرم !
نعم فلهذا البلد العريق حضارة فنية امتدت لسنوات طويلة ، قامت على أكتاف نخبة من الإعلاميين والفنانين ،لا احد ينكر فضلهم ،ولا يستطيع التاريخ تجاهلهم لدورهم المتميز في هذا المجال الذى كان حكراً في الماضي على الغرب وحده …..
لقد درس اغلب الفنانين العرب في معاهد فنية مصرية متخصصة ، وعلى يد طائفة من علماء هذا الإبداع ، واستطاعوا فنانو مصر إن يضعوا لهم موطئ قدم في المهرجانات السينمائية العالمية ونالوا جوائز لا حصر لها وترجمت الكثير من أعمالهم للغات الأجنبية المختلفة …..
كان المردود المادي لحفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم وآخرين على سبيل المثال ، جزء هام من الناتج القومي المصري في زمن الحروب ….
وفي هذا السياق ومن هذه القيم الفنية العريقة و في طليعة المشهد  كان الفنان الكوميدي "عادل إمام" والذي عبر بشكل كوميدي وساخر وعلى مر سنوات حافلة بالأحداث عن أوجاع المواطن المصري والعربي بشكل عام وتحول الى قيمة فنية غاية في الرقي والإبداع وهو يتناول قضايانا ويعري المتأسلمين العرب ،والذين لطالما خدعوا الشعب بمناظرهم الطيبة ولحاهم الطويلة وزيهم الباكستاني  القصير ، وان لطرح قضيته الان على الساحة المصرية والحكم فيها لهو شكل من أشكال الهاء الشعب عن قضيته الأهم الا وهي إنهاء المرحلة الانتقالية بشكل سلمي ودستوري والعبور بمصر نحو بر الأمان
والمدقق في الأمر سيجد أن الأخوة المسلمين قد تركوا بصمتهم الواضحة في قضية عادل إمام ، فمجلسهم الموقر لم يطرح هذه القضية تحت قبة البرلمان ، علماً أنها ليست قضية فنان أو نخبة متحضرة من الأدباء والسينمائيين وإنما هي قضية حرية فكر وإبداع تهم كل مواطن مصري وعربي !
فحين تقمع الحريات لن يكون هناك إبداعا ولا تطور في أي مجال من مجالات الحياة لان الجميع سيعمل تحت منظور الحلال والحرام من وجهة نظر الإخوان المسلمين وهذه بوابة كبيرة جدا تحكمها قوانين مزاجية كما شاهدنا في إقرار عدة قوانين ومنها قانون العزل !
ولا ادري متى سيخرج علينا الإخوان المسلمين بقوانين جديدة ومبتكرة وغريبة الشكل والمضمون لتضيق الخناق أكثر وأكثر على الحريات؟!
أننا ندرك والحال هكذا أن قضية عادل إمام ليست نهاية الأمر، بل هناك قوانين بقوائم خاصة تضم فئات ونخب كثيرة من مبدعي الشعب المصري كل ذنبهم أنهم ممن عملوا زمن النظام السابق ؟!
أن الإخوان المسلمين بتجاهلهم الأمر ، يذهبون بحضارة مصر وتاريخها العريق وخاصة الفني الى غياهب القرون الوسطى وقضية عادل إمام ليست الا أول الغيث والبقية تأتي  !

1 التعليقات:

Anonymous يقول...

سلام يا صاحبي
سلام سلام على الدنيا ان لم يكن بها صديقا صدوقا صادق الوعد مخلصا .
فكيف الحال مع اصحاب القرار , صادقي الوعد!!! ماهي هراءات ووسائل اعلاميه متخذين الدين وسيله للوصول حين يمارسون وهم الارتقاء بأطماعهم المغلّفة بالشعارات الدينية البراقة على سلالم السياسة.
فاليتقوا الله باقوالهم وأفعالهم
لك احترامي
نوغا

المتابعون

المشاركات الشائعة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.