الأحد، 15 أبريل 2012
بيت الطاعة الفلسطيني !
تستمتع بعض أبواق الخلاف الفلسطيني وهي تطربنا يومياً بهذا السيل الجارف من الكذب وتلك التصريحات الجوفاء والمتناقضة ، حول قرب بزوغ شمس المصالحة الوطنية ،وتبدي في سياق هذا الهرج والمرج الإعلامي الرخيص ،حرصها الشديد على إنهاء معاناة شعبنا !
ولكننا أتنظرنا طويلاً ونحن نحدق بسماء تلك التصريحات ، فلا رأينا قمراً ولا شمساً ولا نجوم ، وما صحونا يوماً من نومنا ومن فرط أحلامنا بتحقيق المصالحة ، الا على الحقيقة المرة وكيف أنها أبواق لأحزاب لا تفعل ما تقول ، وهي غارقة لأذنيها في خيبة الخلافات الداخلية بل ويصر ويتفنن ناطقيها ومحلليها الإعلاميين على أخفاء وإنكار الأمر وكأنه سر من أسرار خلق السموات والأرض !
نعم لقد بدت الحقيقة واضحةً للجميع شرقاً وغرباً، فلا هم يريدون المصالحة ولا المصالحة تريدهم ! لأن الأمر برمته وبحساب بسيط قد يجريه أطفال روضةً ، شأن يتعارض مع مصالحهم الشخصية من جهة والفئوية من جهة آخر !
فهم قوم يجيدون الهروب السريع والبحث عن الذرائع، فلا تستمع منهم الا لوعود كاذبات وصراخ ، وتصريحات يشوهون بها حقيقة الخلاف بل ويطربوننا صباح مساء ومن فوق المنابر بأن الله ورسوله وملائكته قد حثوهم على الوحدة وأنها خيار استراتيجي !
لا ندري إذا كانت للإستراتيجية مفاهيم جديدة خارج فهمنا وفهم كل العالم، أو أنها تعني بزمانهم المماطلة والتسويف ؟!
ولا ندري أيضاً والحال هكذا ، لمتى سيعيشون الحلم ، بأننا شعب غبي وأننا سنصبر على الانقسام وتبعاته الى مالا نهاية طالما أن العصي والكذب هما الناطق الرسمي ؟!
وكم من الوقت يحتاجون ليقولوا الحقيقة وعلنية لهذا الشعب الصامد، بان المصالحة ليست ضمن جدول أعمالهم الحالي ؟!
فلقد مل شعبنا وحتى الوسطاء من العرب والمشرفين على المصالحة، أحاديث تلك الأبواق وخاصة الدينية منها وتذبذب وتراجع مواقفهم، وهروبهم نحو القضايا الفرعية …..
واذا كان البعض من أحزابنا الدينية يعولون كثيراً على الوقت ومبدأ السكوت علامة الرضا ، أو أنهم قد اتخذوا قرار بالاعتماد والمراهنة على دعم درعهم الواقي والوهمي المتمثل في فوز الإخوان المسلمين هنا أو هناك وصعودهم على رأس السلطة فهم لاشك لقوم واهمون …..
فالقصة عميقة وواقع فلسطين لا يشابه اياً من واقع الدول العربية ، والإخوان في مصر أو في تونس أو في العالم كله وعلى مر العصور لم ولن يكونوا الا حلقة صغيرة تدور في فلك بيت الطاعة الأمريكي ولن يكونوا إلا ذلك الشرطي الذي يحمي مصالحهم ويحقق أهداف إسرائيل التاريخية في المنطقة ، ومن نسى عليه أن يقرأ التاريخ جيداً ، ليعلم صحة حديثنا ، فما الأمر الا تكرار ممل لفصول مسرحية كبرى اسمها الشرق الأوسط الجديد والدخول إليها لن يكون الا من خلال بوابة "بيت الطاعة الأمريكي" !
فعلى الواهمون كثيراً بتحقيق حلم نشأة الدول الإسلامية العظمى وتقسيم الوطن الى أشلاء ،أن ينظروا الى نتائج وأفعال الإخوان المسلمين في مصر وتكرار كذبهم وتهربهم من الوعود التي أطلقوها للشعب باسم الدين !!
فلتعود أحزابنا الدينية الى رشدها ولتحتمي بحضن واحد ، الحضن الأصيل وهو بيت الطاعة الفلسطيني ، فهو الحق وعين الصواب فحضن الإخوان المسلمين الجدد ليس بمكانهم الطبيعي !
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً. فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا. ويكره لكم، قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" رواه مسلم.
التسميات:
مقالات سياسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
التسميات
- القصة (2)
- خواطر شعرية (3)
- طرائف جميلة (2)
- مقالات اجنماعية (8)
- مقالات سياسية (10)
المتابعون
المشاركات الشائعة
-
المرأة بقت وستبقى لغزاً أبدياً فيه من الأسرار ما فيه ، ففي الوقت الذي يفترض العديد من الفلاسفة أن الرجال هم الوحيدون الذين يكذبون ، يرى باحث...
-
اليوم نهار جديد قد أطل على منزلنا العامر وقد أفاق أهل البيت جميعهم كبير كان أو صغير من النوم، فالحدث جلل ولاشك في ذلك !! اليوم يلتحق أبنهم ا...
-
المواطن العربي الغلبان مثله مثل سائر البشر الذين يعيشون فوق هذا الكوكب وهو كذلك مثل جميع الكائنات التي خلقها الله حين يتعلق الأمر بالسعي الح...
-
نعلم وعلى مر العصور ان الفن الراقي وفي مقدمته الروائي أو السينمائي لابد وان يحمل فكراً ناضجً وان يكون له هدفً طموح ، ولتحقيق هذه القضية ، ي...
-
قالوا قديما وأظنه قول يصلح لكل العصور "التعليم في الصغر كالنقش في الحجر" ورغم أهمية التعليم فلا يمكن اعتباره نواة السلوك البشري ال...
-
قامت الدنيا ولم تقعد في مصر العروبة وبعض البلدان الإسلامية ، وتصدرت الصحف العربية موجة تسونامي من الفتاوى والتصريحات حول زيارة مفتي مصر الشي...
-
عاد الأمل في تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني من جديد ليطفوا على سطح الأحداث في الساحة المحلية ، بعد غرقً وشد وجذب ، ليتجدد لدى أبناء شعبنا الف...
-
حين خرج أجدادنا من فلسطين المحتلة عام 1948م وهم يحملون مفاتيح العودة ، كان إيمانهم عميق بأن رحيلهم لن يطول وان عودتهم للقرى والمزارع والديار...
-
بداية أنا ارفض رفضاً قاطعاً لمقولة " العانس" سواءً كانت وصف للحالة الاجتماعية للرجل أو المرأة ،لأني أؤمن بالقدر والقسمة والنصيب وا...
-
من غاب ضميره ... فهو إنسان بلا قلب أو يعاني من موتٍ سريري،لان الضمير هو مجموعة من العواطف والمشاعر والتفاعلات التي تنشأ مع الإنسان بالفطرة و...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق