الأحد، 15 أبريل 2012

أنتهى الدرس أيها السادة !

ان المشهد اليومي للاخبار العربية يحمل إلينا في كل دقيقة وقائع دموية تدمي القلب قبل العقل ،فبات من المألوف أن يسقط يومياً عشرات الشهداء ومئات الجرحى ، وبالمقابل مازال الزعماء العرب وراء جدار عالي من العناد و يصرون ان ما يحدث لا يتعدى عن كونه احداث شغب ومؤامرات دبرت بليل من قبل قوى اجنبية مستخدمة البلاطجة او المرتزقة كما يحلو للبعض تسميتها !!
فلا شبل الاسد ولا العم صالح في اليمن السعيد ولا الخال معمر في الجماهيرية العظمى، قد أخذوا العبرة من اسلافهم زين العابدين أو مبارك ،، ولا هم مقتنعون حتى تاريخه ان وقت الرحيل لنظام الطغيان قد حان وان المسالة بالنسبة للشعوب باتت مسألة مصير وليست مجرد مطالبة بأصلاحات في هذا القطاع او ذاك ، وانما هي ثورة لابد لها أن تؤدي بالاخير الى ولادة ديمقراطية حقيقية وليست تلفزيونية !
آن لكل الحكام العرب أن يفهموا الدرس ، فالشعوب قررت أخيراً أن تأخذ الامر بيدها وأن تفيق من الغفلة و تتخلص من سنوات الذل والمهانة وتوريث الخلافة والفقر وأعلنت أنها ليست أقل شأناً من كل شعوب الكرة الارضية وأن من حقها أن تشتم رائحة ربيع الحرية وأن تنعم بثروات بلادها التي ينهبها صباح مساء نفراً قليل من البشر كل قرابتهم بها انهم من حاشية السلطة وازلامها المرتزقة !
آن لكل الحكام العرب أن يعلموا أن عروشهم التي شيدت من دم الفقراء قد باتت في خطر وأن قطار التحرير والتغيير قادم لا محالة !
آن لكل جبار سلطوي في وطننا العربي ومن المحيط الى الخليج ،أن يعلم أن الحرية وأن كلفت الامة الكثير من التضحيات ففي الختام هي واحة خضراء لطالما حلم بها من يسكنون في الازقة الضيقة ومن عاشوا تحت الارض ولم يبصروا النور في ظلمات السجون والتعذيب……
آن وعاجلاً لكل زعماء وملوك العرب أن يفهموا الان قبل غداً ذلك الدرس البسيط "أرحلوا"!!
فالرحيل قادم وسيف الحق لن يتأخر كثيراً وليقروأ التاريخ ففيه العبرة والموعظة وما كان بنظرهم ، بالامس درب من الخيال قد بات حقيقة راسخة فعروشهم ليست بالفضاء ومهما كانت قوية فهناك من هو اقوى !
تلك أيها السادة هي ارادة الشعوب وهي طوفان لا سابق انذار فيه وقد بدأ بثورة الياسمين وأظنه لن ينتهي حتى زوال اخر حاكم عربي قد طغى واستكبر !
فليرحلوا أن فهموا الدرس ، أو فليبقوا فوق عروشهم و ببلادة خلف القلاع الواهنة ولينتظروا قليلاً أو طويلاً ،،فالقادم اليهم أصعب بكثير مما يتوقعون وليكتب في ختام صفحات تاريخهم الاسود أنهم لم يفهموا الدرس ولم يؤمنوا بنجاح ثورات الشعوب ! .
نشر بتاريخ 05-06-2011 

0 التعليقات:

المتابعون

المشاركات الشائعة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.